الموقع اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ

للرد ونقد علمي علي المنحرفين عقائدیا..

حول الموقع


ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻟﻠﺮﺩ ﻭﻧﻘﺪ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻴﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﯾﺎ .. ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺧﺎﺹ ﻟﻠﺮﺩ ﻭﻧﻘﺪ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﯿﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﯾﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﯾﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺤﻤﺪﻱ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﺸﯿﻊ،، ﺫﻟﻚ ﯾﺸﺘﻤﻞ ﺑﺎﻹﺧﺺ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﯽ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﯿﺪﺭﻱ ﻭﺟﻤﻊ ﺟﻤﯿﻊ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﺇﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺿﻼﻟﺖ ﻣﻨﻬﺞ ﺭﺟﻞ ..

صفحتنا على شبكات التواصل الاجتماعي

الاقسام الموقع

ميزات أخرى




فی الموقع
فی النت

إحصائيات الموقع :

زوار اليوم : 4
الزيارات أمس: 0
زيارة أسبوع: 38
زيارة الشهر: 3353
مجموع الزوار : 64425
عدد من المقالات : 755
عدد التعليقات : 1
عدد المتواجدون الآن: 1

الإتصال بنا

الإسم :
البريد الإلكتروني:
عنوان الرسالة:
الرسالة:

مقالات الموقع الأخيرة

إعلانات مميزة

روابط الأصدقاء الموقع


الأرشيف

 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ : اذا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فی امَّتی فَلْیظْهِرِ الْعالِمُ عِلْمَهُ وَ الَّا فَعَلَیهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِکةِ وَ النَّاسِ اجْمَعینَ؛ المصدر: ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺝ1 ، ﺹ 54 & مجلسی، بحارالأنوار، ج 54، ص 234، ح 188 & الفصول المهمة في أصول الأئمة 1/522 ...  عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ إِذَا رَأَيْتُمْ أَهْلَ الرَّيْبِ وَ الْبِدَعِ مِنْ بَعْدِي فَأَظْهِرُوا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ وَ أَكْثِرُوا مِنْ سَبِّهِمْ وَ الْقَوْلَ فِيهِمْ وَ الْوَقِيعَةَ وَ بَاهِتُوهُمْ‏ كَيْلَا يَطْمَعُوا فِي الْفَسَادِ فِي الْإِسْلَامِ وَ يَحْذَرَهُمُ النَّاسُ وَ لَا يَتَعَلَّمُوا مِنْ بِدَعِهِمْ يَكْتُبِ اللَّهُ لَكُمْ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتِ وَ يَرْفَعْ لَكُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ فِي الْآخِرَةِ المصدر : الكافي (ط - الإسلامية) / ج‏2 / 375 / باب مجالسة أهل المعاصي ..... ص : 374... أَلسَّلامُ عَلى غَريبِ الْغُرَبآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَدآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى قَتيلِ الاْدْعِيآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى ساكِنِ كَرْبَلآءَ ، أَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمآءِ،  ... السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ  ... السلام علیك یا عليّ الأكبر... وروي عن الإمام علي النقي (ع) أنّه قال:   لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلاّ ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل ،،، تفسير الإمام العسكري (ع): 116  وصية المرجع رضوان الله تعالى عليه  :  نصيحتي اليوم لجميع المؤمنين الغيارى هي للدفاع عن مسلمات المذهب الحق وأن لايعطوا لأحد مجالاً للتشكيك وإلقاء الشبهات في أذهان العوام خصوصاً في قضية الشعائر الحسينية فإن حفظ المذهب في هذا العصر يتوقف على حفظ الشعائر الحسينية.....
سماحة السيد محمود الهاشمي الشاهرودي يرد على جواب عنسوال حول الموروث الشیعی الروائی
 
 
 
 
 
بسمه تعالى
بعد التحية والسلام عندنا سؤال يتعلّق بما يجري على الساحة الشيعية في هذه الأيّام نرجوا من سماحتكم التفضل ببيان ما هو الصحيح والذي فيه تنوير للأذهان . سيّدنا ينقل عن بعض الأشخاص أنّ الكثير من الموروث الروائي الشيعي هو مدسوس ومنقول عن كعب الأحبار ومن اليهودية والنصرانية والمجوسية، فما هو رأيكم بذلك جمع من طلبة الحوزة العلمية / النجف الأشرف
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكلام لا يصدر إلاّ عن جاهل بتراث المذهب الإمامي ، وقد سبق مثل هذا اللون من الاتهامات الزائفة من قبل آخرين مضلَّلين بتحريك أو احتضان قوى الاستكبار العالمي لضرب وحدة الاُمّة الإسلامية وإلقاء الفتنة بين طوائف المسلمين ومذاهبهم ، وتحريض الجماعات التكفيرية المارقة عن الدين الحنيف والذين يمثلون اليوم خوارج هذا العصر والزمان لمزيد الفتك والقتل ونشر الموت والدمار في بلاد الإسلام والمسلمين . ونحن نرجو أن لا يكون هذا الشخص متأثراً باُولئك وإن شابههم في الكلام والاتهام للتراث الشيعي واستغلّ أيضاً من قبل التكفيريين ضد المذهب والدين . والحقيقة الناصعة التي لا تقبل الشك لدى أهل العلم والصلاح أنّ التراث الشيعي الأصيل المتمثل في الموروث من مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) والمذهب الإمامي لهو أنقى موروث ديني في التاريخ الاسلامي وأبعده عن التحريف أو التأثر بأهواء ومطامح الحكّام الجائرين أو اندساس المنحرفين والاتجاهات الدخيلة على الإسلام فيه ; لأنّه التراث الذي نشأ وترعرع بعيداً عن دوائر الحكومات والسلاطين وأهوائهم ومطامحهم الفاسدة وسعى في حفظه وضبطه وحراسته ونقله إلى الأجيال اللاحقة أتقى الناس ديناً وأورعهم نزاهة وأجلّهم قدراً وعلماً من أعلام الاُمّة وأصحاب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) وفقهاء مدرستهم العظام ممن شهد بجلالة قدرهم وعظمتهم كتب التاريخ والسير وعلماء الإسلام من المذاهب الاُخرى . وهذا التراث الإسلامي يمتاز عن غيره بأنّه المتلقى والموروث مباشرة عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) من خلال السلسلة الذهبية المباركة وهم الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيت النبي (عليهم السلام) يداً بيد وبنقل الإمام عن أبيه الإمام حتى يصل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما أكّد عليه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أنفسهم; ولهذا كان هذا التراث هو المجسّد والممثل للإسلام الأصيل وهو الامتداد الصحيح لخط الرسالة والشريعة الإسلامية المباركة ، والذي كان له الدور الكبير في صون معالم الشريعة وتقييم حقائقها عن الأباطيل وتعيين الصواب منها عن المبتدع في التراث الإسلامي العام وبكل مذاهبه فهو التراث النبوي الخالص عن التحريف والدس والذي ببركته خلصت المذاهب الإسلامية الاُخرى أيضاً وحفظت عن السقوط والتحريف المطلق بيد الحكام والجائرين عبر التاريخ كما حصل ذلك في تراث الديانات السماوية الاُخرى . ومن لا يفهم هذه الحقيقة ويشكك في التراث الشيعي أو معظمه متحذلقاً ببعض المصطلحات والألفاظ التي حفظها من دون تعمّق وتحقيق لم يذق طعم الفقه ولا يفهم الموروث الشيعي الذيسعى واجتهد فقهاء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ورواة أحاديثهم الأبرار جيلاً بعد جيل على حفظه وتهذيبه وتوثيقه وصيانته عن التحريف ، وقد شرحنا ذلك بتفصيل في مقدمة موسوعتنا الفقهية الكبرى ( دائرة المعارف الإسلامية طبقاً لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) )لدى التعرّض إلى مراحل تطور الفقه الإمامي وأدواره ، فمن أراد التوسّع فليراجع تلك المقدمة .
وأمّا ما ذكر من أنّ معظمه أو الكثير منه منقول عن كعب الأحبار ومن اليهودية والنصرانية والمجوسية . فأوّلاً ـ إنّا لم نسمع باتهام الموروث الروائي الشيعي بالمجوسية والنصرانية من أحد سوى ما ردده النظام الصدامي الكافر المقبور في الآونة الأخيرة عند حربه ضد الجمهورية الإسلامية بأنّ الشيعة من المجوس ، والعالم يدرك عداوة صدام وأكاذيب حزبه العفلقي النصراني المعادي للإسلام وخدمته وعمالته لأسياده الكافرين والمستكبرين في قبال المدّ الإسلامي بكل مذاهبه . وثانيـاً ـ بالنسبة إلى كعب الأحبار الذي كان يهودياً ومن أهالي اليمن وادّعي أنّه أسلم بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنّه قدم المدينة أيّام عمر فمن يراجع كتب الرجال والحديث يظهر له بوضوح برائة الموروث الشيعي بالخصوص من روايات وأفكار هذا الرجل وأمثاله ، وقد كان أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)وأصحابهم متحفظين عنه وعن رواياته ومناوئين له، بل كانوا يرونه كذاباً منحرفاً عن خط أهل البيت (عليهم السلام) ، وإنّما نقل رواياته وتأثّر به أمثال أبو هريرة ومعاوية وأسلم مولى عمر وعطاء بن يسار من الصحابة والتابعين المخالفين لخط أهل البيت (عليهم السلام) ومذهبهم . وقد نقل الشيخ الكليني في الكافي رواية صحيحة السند عن زرارة عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام)في حقه قال: « كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر (عليه السلام) وهو محتب مستقبل الكعبة ، فقال : أما أنّ النظر إليها عبادة ، فجاءه رجل من بجيلة يقال له عاصم بن عمر فقال لأبي جعفر (عليه السلام): إنّ كعب الأحبار يقول : إنّ الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : فما تقول فيما قال كعب ؟ فقال : صدق القول ما قال كعب . فقال أبو جعفر (عليه السلام) : كذبت وكذب كعب الأحبار معك وغضب. قال زرارة: ما رأيته استقبل أحداً بقول كذبت غيره . . . » ( ج4 ، ص 240 ) . وفي شرح النهج لابن أبي الحديد : « روى جماعة من أهل السير أنّ عليّاً (عليه السلام) كان يقول عن كعب الأحبار أنّه الكذّاب ، وكان كعب منحرفاً عن علي (عليه السلام) » . ( شرح ابن أبي الحديد 4 : 77 ) . وهكذا يكون كعب الأحبار كذّاباً عند المذهب الإمامي منحرفاً عن خط أهل البيت (عليهم السلام) ولا توجد له رواية في فقهنا أو كتب أحاديثنا . بينما نجد أنّ بعض المذاهب الاُخرى غير المذهب الشيعي قد اعتمد على أحاديثه ونقلها بعضهم في سنن الأحاديث ، كما أنّ البعض مدحه ضمن طبقات الصحابة أو التابعين . قال الذهبي ـ وهو أحد أعلام الرجاليين من أهل السنة في ترجمته ـ : ( العلاّمة الحبرالذي كان يهودياً فأسلم بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قدم المدينة من اليمن في أيّام عمر وجالس أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)فكان يحدّثهم عن الكتب الاسرائيلية ويحفظ العجائب ـ إلى أن قال ـ حدّث عنه أبی هريرة ومعاوية وابن عباس وذلك من قبيل رواية الصحابي عن تابعي وهو نادر عزيز، وحدّث عنه أيضاً أسلم ( مولى عمر ) وتبيع الحميري ابن امرأة كعب، وروى عنه عدة من التابعين كعطاء بن يسار وغيره مرسلاً وقع له رواية في سنن أبي داود والترمذي والنسائي ) . ( سير أعلام النبلاء 3 : 489 ) . وعرّفه الذهبي أيضاً في بعض كتبه : ( بأنّه من أوعية العلم ) . ( تذكرة الحفّاظ 1 : 52 ) . ومن حسن الحظّ أنّه قد تفطّن بعض أعلام المذاهب الاُخرى أيضاً إلى حقيقة هذا الرجل وأكاذيبه، كما أنّ ابن عباس من الصحابة وأتباع علي (عليه السلام) أيضاً كان يرى أنّ هذا الرجل كذّاب يريد ادخال اليهودية في الإسلام . قال الطبري في تاريخه: ( عن عكرمة قال: بينا ابن عباس ذات يوم جالس إذ جاءه رجل فقال: يا ابن عباس سمعت العجب من كعب الحبر يذكر الشمس والقمر، قال: وكان متكئاً فاحتفر ثمّ قال: وما ذاك ؟ قال: زعم يُجاء بالشمس والقمر يوم القيامة كأنّهما ثوران عقيران فيقذفان في جهنم، قال عكرمة: فطارت من ابن عباس شفة ووقعت اُخرى غضباً، ثمّ قال : كذب كعب، كذب كعب، كذب كعب ، ثلاث مرّات ، بل هذه يهودية يريد إدخالها في الاسلام، الله أجلّ وأكرم من أن يعذّب على طاعته، ألم تسمع قول الله تبارك وتعالى: (وسخّر لكم الشمس والقمر دائبين ) إنّما يعني دؤوبهما في الطاعة فكيف يعذّب عبدين يثني عليهما انّهما دائبان في طاعته ؟ قاتل الله هذا الحبر وقبّح حبريّته، ما أجرأه على الله وأعظم فريته على هذين العبدين المطيعين لله، قال : ثمّ استرجع مراراً ) . ( التاريخ الكبير 8 : 164 ) . وقال ابن كثير في تفسيره بعد ما أورد طائفة من الأخبار في قصة ملكة سبأ مع سليمان (عليه السلام) نقلها عن أبی هريرة : ( والأقرب في مثل هذه السياقات انّها متلقاة عن أهل الكتاب مما وجد في صحفهم كروايات كعب ووهب ـ سامحهما الله تعالى ـ في ما نقلاه إلى هذه الاُمّة من أخبار بني اسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب مما كان ما لم يكن وممّا حرِّف وبُدِّل ونُسخ، وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو أصحّ منه وأنفع وأوضح وأبلغ ) . ( التفسير ، قسم سورة النحل 3 : 339 ) .
وهكذا ترى أنّ مثل هذه المزاعم والافتراءات الكاذبة بحق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لا تصدر إلاّ عن جاهل لا يفهم الحقائق الثابتة أو مغرض يعادي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)أعاذنا الله تعالى من شرورهم ، والحمد لله ربّ العالمين .
 
سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي (دام ظله)

 

المصدر:

http://hashemishahroudi.org/ar/pages/news.php?nid=164

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

ایضاحات حول شبهة التشكيك في الموروث الروائي الشیعي

 

بسمه تعالی

سماحة سيّدنا المفدّى آية الله العظمى السيّد الهاشمي دامت بركاته

عطفاً على ما أجبتم عليه سابقاً حول التراث الشيعي وأنّه أنقى تراث إسلامي موروث عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) نسأل عمّا جاء في مقدمة الفتاوى الواضحة للسيّد الشهيد الصدر (قدس سره) تحت عنوان ( كيف نشأت الحاجة إلى الاجتهاد ) من ذكر عوامل لذلك وبضمنها قوله (قدس سره) : ( ودخول شيء كثير من الدسّ والافتراء في مجاميع الروايات الأمر الذي يتطلّب عناية بالغة في التمحيص والتدقيق )، ( الفتاوى الواضحة ص 100 ) .

فهل لهذا الكلام علاقة بما يطرحه البعض من أنّ الكثير من الموروث الروائي الشيعي مأخوذ من كعب الأحبار ومن اليهودية والنصرانية والمجوسية ؟

كما أنّكم ذكرتم عدم وجود روايات عن كعب الأحبار في كتبنا الفقهية ومجاميعنا الحديثية المعتمدة، مع أنّه مذكور روايات عنه وعن غيره من العامة في بعض الكتب الفقهية والحديثية ككتاب الخلاف للشيخ الطوسي والخصال للشيخ الصدوق والمنتهى للعلاّمة الحلّي .

جمع من تلامذتكم

30  /  شوّال  /  1434

 

 

بسم الله الرحمن الرحیم

أمّا بالنسبة لكلام السيّد الشهيد الصدر (قدس سره) فلا علاقة لهذا الكلام بتلك الدعوى المنحرفة التي اُطلقت أخيراً ضد التراث الشيعي واستغلتها أجهزة الاعلام التكفيرية المعادية لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) من أنّ المذهب الشيعي أو الكثير منه موروث من اليهودية والنصرانية والمجوسية . وإنّما مقصود سيدنا واُستاذنا الشهيد الصدر من هذه العبارة ما جاء في بحوثه الاُصولية وقرّرناه في مبحث تعارض الأدلّة الشرعية تحت عنوان ( كيف نشأ التعارض في الأدلّة الشرعية ) :

« ومن جملة ما كان سبباً لحصول الاختلاف والتعارض بين الأحاديث أيضاً عملية الدسّ بينها والتزوير فيها التي قام بها بعض المغرضين والمعادين لمذهب أهل البيت (عليهم السلام)على ما ينقله لنا التاريخ وكتب التراجم والسير، وقد وقع كثير من ذلك في عصر الأئمّة أنفسهم على ما يظهر من جملة من الأحاديث التي وردت لتنبّه أصحابهم إلى وجود حركة الدسّ والتزوير فيما يروون عنهم من الأحاديث ...

وعمليه التنبيه الأكيدة من الأئمّة (عليهم السلام) على وجود حركة الدسّ والتي أعقبها التحفظ الشديد من قبل أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) والسلف المتقدم من علماء الطائفة في مقام نقل الحديث وروايته وتطهير الروايات عمّا دسّ فيها وإن كان لها الفضل الكبير البالغ في تحصين كتب الحديث عن أكثر ذلك الدسّ والتزوير إلاّ أنّ هذا لا يعني حصول الجزم واليقين بعدم تواجد شيء ممّا زوّر على الأئمّة (عليهم السلام) في مجموع ما بأيدينا من أحاديثهم، سيّما إذا لاحظنا أنّ العملية كانت تمارس في كثير من الأحيان عن طريق دسّ الحديث الموضوع في كتب الموثوقين من أصحاب الأئمّة (عليهم السلام)، كما تشير إليه رواية يونس بن عبد الرحمن، فربما كان بعض ما نجده في كتب الأحاديث اليوم من الروايات المتعارضة المختلفة هو من بقايا ذلك التشويه والدسّ الذي وقع في تلك العصور .

هذه هي أهم العوامل التي يمكن أن تذكر لتبرير حالات التعارض التي قد يواجهها الفقيه فيما بين الأحاديث الصادرة عن الأئمّة (عليهم السلام) ». ( بحوث في علم الاُصول 7 : 39 ) .

وبذلك نـرى :

            أوّلا ـ  هذا الكلام لا علاقة له أصلا بتلك التهمة الفارغة الكاذبة من أنّ الموروث الشيعي مأخوذ عن كعب الأحبار اليهودي الذي أسلم بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودخل المدينة في عصر الخليفة الثاني وصار حبراً للاُمّة ينقل عنه أمثال أبي هريرة ومعاوية وعطاء بن يسار وغيرهم من الصحابة والتابعين .

وإنّما المراد منه أنّ الأحاديث الصادرة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) خصوصاً في الحقبة المتأخرة من حياتهم ـ أي زمان الأئمّة المتأخرين ـ بعد أن تكاثر الرواة لأحاديثهم خصوصاً عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) وبلوغهم أربعة آلاف على ما في كتب التراجم والسير نشأ فيها الاختلاف والتعارض وحصول هذا التعارض والاختلاف كان بأسباب عديدة، منها : وجود بعض الرواة ممن كانوا من أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) أوّلا ثمّ انحرفوا عنهم، كالخطابية والجارودية والغلاة والواقفية ونحوهم، فنقلت عنهم روايات من قبل من لا يعرف انحرافهم وقد يكون فيها شيء من الغلوّ بحق الأئمّة أو الوقف على بعضهم أو أحكام فقهية معارضة مع الكتاب الكريم والسنة الشريفة ومنهج أهل البيت (عليهم السلام) ; ولهذا نبّه الأئمّة (عليهم السلام) أنفسهم على ذلك وأعطوا بعض الموازين لما يؤخذ من الروايات مما لا يعلم صدوره عن المعصومين (عليهم السلام)، كأن لا يكون معارضاً مع الكتاب الكريم أو مع السنة الشريفة، كما نبّهوا على لزوم تهذيب الأحاديث المروية عن روايات هؤلاء الذين انحرفوا عنهم وبالنسبة لبعضهم كبني فضّال .

قال الإمام العسكري (عليه السلام) : « خذوا ما رووا واتركوا ما رأوا » ; لأنّ رواياتهم عنهم كانت قبل انحراف عقيدتهم، وصار هذا التنبيه الأكيد من قبل أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لأصحابهم هو السبب في التحفّظ الشديد من قبل أصحاب الأئمّة وفقهاء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في عصر الغيبة الصغرى والكبرى تجاه هؤلاء الرواة والروايات عن المعصومين (عليهم السلام) بشكل عام وتمحيصها وتهذيبها وتوثيق من يصحّ حديثه ومن لا يصحّ الحديث عنه مما حصّن الموروث الشيعي كما ذكره السيّد الشهيد الصدر وطهّر المجاميع الحديثية عند الشيعة عن ذاك الدسّ والتزوير.

إلاّ أنّ احتمال بقاء شيء من ذلك في الموروث الروائي في اطار المذهب وروايات أهل البيت (عليهم السلام) أدّى إلى أن يضع الأئمّة (عليهم السلام) أنفسهم في موارد الاختلاف والتعارض ضوابط وموازين لتشخيص الصحيح من غيره، وهذا كلّه لا  علاقة له باليهودية والنصرانية والمجوسية ولا بكعب الأحبار ومروياته الكاذبة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو غيره بعنوان انّه حبر من أحبار الاُمّة والذي هو قدح في أصل المذهب والتراث الشيعي وتأسيسه كما لا يخفى على اللبيب العارف.

            وثانيـاً ـ  انّ وجود رواة ضعفاء غير ثقاة أو كذّابين ضمن أسانيد الروايات المنقولة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يقضي بلزوم تمحيص الأسانيد وتوثيقها عند الأخذ بها، وهذا ليس أمراً مختلفاً فيه لدى طلبة العلوم الدينية فضلاً عن فقهائنا ومراجعنا العظام، وليس فيه قراءة جديدة للتراث ولا تصحيح للعقيدة بل تلك هي الطريقة المتّبعة والمعمول بها في الفقه والاُصول وكافة العلوم الإسلامية منذ زمن الشيخ الطوسي وإلى يومنا هذا، فيطرحون الرواية التي في سندها ضعف .

وهذه كتب الحديث والفقه والتفسير وسائر فروع المعرفة الإسلامية التي صنّفها أو يصنّفها علماؤنا وفقهاؤنا إلى اليوم مشحونة بالبحوث الرجالية والسندية الدقيقة في كل مسألة أو فكرة يراد الاستناد فيها إلى رواية موجودة في المجاميع الحديثية لدى الشيعة، وهذه من امتيازات المذهب الشيعي، حيث إنّ باب الاجتهاد فيه لم يغلق ومستمر بتمام مراحله حتى اليوم، وفقهاؤنا متفقون على أنّ وجود رواية في مجموعة حديثية كالكافي والفقيه والتهذيبين لا  يجعلها صحيحة سنداً ولا مضمونه مسلّم عندهم، وهذا واضح لدى عوام الشيعة فضلاً عن علمائهم، فإذا كان المقصود إثبات هذا المعنى فتسمية ذلك بالقراءة الجديدة للتراث الشيعي وإلقاء التساؤلات على المراجع بتعابير استخفافيّة تهكّمية من قبيل ( من يدّعون أنّهم مراجع ومن درس عندهم تسعون وسبعون وستون سنة )، وطرح التشكيك في معتقدات الشيعة والمطالبة بالبحث العلمي فيها وأنّه ( قل هاتوا برهانكم ) ثمّ دعوى أنّ الكثير من الموروث الشيعي متلقى عن كعب الأحبار ومن اليهودية والنصرانية والمجوسية كل هذا الكلام الفارغ ليس إلاّ هراءً وجهلاً وتهريجاً وخدمة لأعداء المذهب الشيعي ـ كما استغلّ ذلك فعلاً من قبل أجهزة اعلامهم سريعاً ـ فلو كان المقصود لزوم تمحيص أسانيد الأحاديث فمن المخالف في ذلك من الفضلاء فضلاً عن الفقهاء، وأين أفتى المراجع العظام بما يكون مصدره كعب الأحبار اليهودي أو فلان المجوسي أو النصراني ؟

ومتى تمسّك فقهاؤنا بحديث بلا تمحيص لسنده ؟ وهذه كتبهم الاستدلالية مليئة بالبحث عن سند كل ما يذكرونه من رواية مهما كان مصدرها ؟ !

ولماذا كل هذا التهريج والصخب المزري والذي يعطي الذريعة بيد الأعداء ضد المذهب الحق، وأي ابداع وجديد في مثل هذه الجهالات .

            وثالثـاً ـ انّ مجرد ذكر رواية عن راو ضعيف في المجاميع الحديثية لا يدلّ على كون الموروث الشيعي مستنداً إلى ذاك الراوي الكذّاب أو الضعيف أو غير الموثق إذ قد يكون ذكر حديثه في تلك المجموعة الحديثية لأنّ صاحبها قد وجد عليه شاهداً من القرآن أو السنة الشريفة فإنّ أصحاب المجاميع الحديثية عندنا كانوا يهتمون بجمع الأحاديث المروية عن الأئمّة (عليهم السلام) حتى إذا لم يكن راويه ثقة إذا كان عليه شاهد كرواية مشابهة لها من راو آخر ثقة أو دلالة قرآنية على ذلك أو وجود روايات عديدة بذلك المضمون قد يبلغ مجموعها حدّ الاستفاضة وحصول الوثوق من مجموعها، أو كون الحكم المروي في ذاك الحديث من المسلّمات أو المشهورات أو المرتكزات لدى فقهاء مدرسة أهل البيت ممّا يوجب حصول الوثوق والاطمئنان بصحة ذاك المضمون .

وهذه قواعد ونكات حديثية أو اُصولية أو فقهية منقّحة من قبل فقهاء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بشكل دقيق ومعمّق مما أوجدت لهذه المدرسة الفقهية والاُصولية تطوراً عظيماً تتميّز به عن غيرها من المدارس والمذاهب الفقهية كما هو واضح عند أهل العلم .

وأمّا بالنسبة لما ذكر من ورود بعض الروايات عن كعب الأحبار أو غيره من رواة العامة في بعض الكتب الفقهية أو المجاميع الحديثية، فالمجاميع الحديثية قد تنقل أيضاً روايات عن رواة غير شيعة كأبي هريرة وعطاء بن يسار وغيرهم إلاّ أنّ ذلك لا يعد من الموروث الشيعي وإنّما هو للاستشهاد من قبلهم على الموروث الشيعي بأحاديث ومرويات من غير الشيعة لمزيد تأكيد صحّة ذاك المضمون والموروث الشيعي، وهذا ما يكون في غير الفقه عادة، وهذه طريقة البحث العلمي فيما بين المذاهب واحتجاجات أصحابها فيما بينهم، وقد كان الفقيه الأعظم السيّد البروجردي (قدس سره) صاحب تأليف جامع أحاديث الشيعة يريد ذكر روايات المجاميع الحديثية لأهل السنة مع أحاديث الشيعة الصادرة عن الأئمّة (عليهم السلام) في كل باب من الأبواب الفقهية، وكان هذا عملاً مهماً ومقارنة بين المذهب السني والشيعي في الفقه والحديث معاً، إلاّ أنّه ـ ومع الأسف ـ لم يوفق لذلك لأسباب خارجية .

كما أنّ كتابيّ الخلاف والمنتهى من كتب الفقه المقارن والذي يكون من الطبيعي نقل فتاوى فقهاء المذاهب الاُخرى فيهما وذكر مستند لها من روايات مجاميعهم الحديثية، إلاّ أنّ هذا لا  يعني أنّ تلك الروايات معتمد عليها من قبل الشيعة وانّها من الموروث الروائي الشيعي بوجه من الوجوه أبداً، فلا ينبغي الخلط والمغالطة في البحوث العلمية بهذا النحو .

 

المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشهرودي(دام ظله)

1 / ذي القعدة /  1434

المصدر:

http://hashemishahroudi.org/ar/pages/news.php?nid=165

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |
صفحه قبل 1 صفحه بعد

جميع الحقوق محفوظة لمدير الموقع ؛ أي نسخ المحتوي مسموح فقط مع ذكر المصدر.. تنوية كما ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎلات او بحوث ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺭﺃﻱ صاحب الموقع ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ،، ...
تصميم والأمثل القوالب: http://samentheme.ir/ ( )